0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (634ألف نقاط)

مقالة  الحتمية و اللاحتمية 2022 

بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر 

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... هل الطبيعة تخضع لمبدأ الحتمية خضوعا كليا

وتكون اجابتة الصحية هي التالي

مقالة الحتمية و اللاحتمية 2022

هل الطبيعة تخضع لمبدأ الحتمية خضوعا كليا ؟

المقدمة وطرح الإشكال: لا شك أن العالم في بحثه يسعى إلى ضبط الظواهر العلمية ضبطا دقيقا ومعرفة الأسباب التي تتحكم فيها وأبرز ما يعتمده هو التسليم بمبدأ الحتمية الذي يعتبر إحدى تجليات الفكر الرياضي، فهو مبدأ عقلي مسلم به، فقد كان نظاما ثابتا يحكم كل الظواهر، ولكنه كان محل خلاف بين الفلاسفة في القرن العشرين، وهذا بظهور مجال جديد يسمى اللاحتمية نتيجة تغير معطيات العلم ومن هنا يجدر بنا طرح التساؤل التالي: هل كل الظواهر الطبيعية تخضع إلى مبدأ الحتمية؟ و بعبارة أخرى هل لمبدأ اللاحتمية دور في هذا؟

محاولة الحل: مبدأ الحتمية في صياغتها الفلسفية هي بمفهوم السببية حيث أنه لا يمكن فهم أي كائن طبيعي إلا إذا أرجعناه إلى الأسباب المتدخلة في وجوده وقد تخلى العلم الحديث عن البحث في الأسباب لأن مفهوم العلة يحمل دلالات ميتافيزيقية وهذا ما أشار إليه مالبرانش " لنترك للميتافيزيقا البحث في العلل الفاعلة و ليكتفي العلم بمعرفة القوانين " ومن هذا المنطلق أصبح العلم يقوم على مبدأ الحتمية، يعني أن نفس الأسباب والشروط إذا ما توفرت تؤدي إلى نفس النتائج (إذا تكررت نفس الأسباب حدثت نفس النتائج) حيث يرى كثير من الفلاسفة أمثال كلود برنار- لابلاس و بوانكاري وغيرهم إلى القول بأن مبدأ الحتمية كأساس للقانون العلمي، بحيث إذا كان لكل شيء سبب فإن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتيجة، فجميع ظواهر الكون سواء كانت مادية أو بيولوجية تخضع لمبدأ إمكانية التنبؤ بها، وهذا ما ذهب إليه كلود برنار بأن الحتمية ليس خاصة بالعلوم الفيزيائية وحدها فقط بل هي سارية المفعول حتى على علم الأحياء فيقول " تتحدد شروط وجود كل ظاهرة، تحديدا مطلقا في جميع الكائنات سواء أكانت أجساما حية أو جامدة ". فالعالم يستند إلى مبدأ أساسي يتمثل في أن الظواهر الطبيعية تخضع لمبدأ ثابت وفق شروط محددة وإذا ما توافرت هذه الشروط تحققت النتائج حتما، حيث يقول بوانكاري " العلم حتمي بالبداهة ". فهو يضع الحتميات موضع البديهيات، التي لولاها لما أمكن أن يكون، حيث إن الظواهر يتحتم وقوعها متى توافرت أسبابها ويضيف بوانكاري في هذا الصدد " إن عالما لا تسوده الحتمية هو عالم موصد في وجه العلماء لأن العلم بطبيعته حتمي ". فالحتمية مبدأ لا يمكن الاستغناء عنه في كل مجال علمي، فمثلا إذا ثار بركان وألقى حممه دلت هذه الظاهرة على توافر أسباب أحدثتها وهي أسباب طبيعية وهذا ما يترتب عليه رفض قول العشوائية و اللانظام فلا معنى أن يكون هناك افتراض أن الأشياء التي حدثت اليوم، ستحدث دائما إلا بتوفر أسبابها و شروطها، وهذا ما ذهب إليه لابلاس فيقول "يجب علينا أن نعتبر الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالته السابقة وسببا في حالته التي تأتي بعد ذلك مباشرة... ". فالشك في مبدأ الحتمية يؤدي حتما إلى الشك في العلم و هذا ما يؤدي إلى فتح مجال الشك الذي يؤثر على تقدم العلم، فيقول في هذا المقام غوبلو " بأن العالم متسق، نجري حوادثه على نظام ثابت ". من هنا فإن القانون العلمي هو العلاقة الضرورية بين الظواهر الطبيعية، فالطبيعة تخضع لنظام ثابت و بالتالي فإن مبدأ الحتمية هو أساس بناء القانون العلمي و رفضه هو رفض العقل و العلم معا.

لكن وجود نظام ثابت للكون لا يعني بالضرورة أن الحوادث العلمية تخضع إلى آلية عمياء، ففي القرن العشرين ظهر ما يسمى مبدأ اللاحتمية، وهذا نتيجة صعوبات التفسير العلمي في بعض العلوم و خاصة في ميدان الفيزياء و بالتحديد في مجال الذرة توصل إلى نتائج يصعب تفسيرها، وهذا ما أدى بالقول إلى أن مبدأ الحتمية ليس مطلق في جميع مجالات العلوم.

ومن هذا المنطلق فقد ذهب علماء الفيزياء المعاصرة و فلاسفة القرن العشرين أمثال بلانك، إدينجتون، ديراك، هيزنبرغ على أن نظام الحتمية لا يسود جميع الظواهر الطبيعية، إذ ثبت علميا أن التجارب في مجال الفيزياء المجهرية تكون تقريبية حيث أن حركة الجسيمات تتأثر نظرا لرهافتها بأدوات القياس وبأخطاء الملاحظة وهذا ما أدى إلى نتائج غيرت الاعتقاد تغيرا جذريا، ومن هذا المنطلق ظهر ما يسمى اللاحتمية حيث يقول ديراك " لا سبيل إلى الدفاع عن مبدأ الحتمية ". فالدفاع على مبدأ الحتمية بات مستحيل في ظل هذه التطورات ويقول أيضا " إن الطبيعة عندما تجد نفسها في مفترق الطرق تختار الاتجاه المناسب اختيارا حرا فلا يمكن التنبؤ إلا على هيئة الاحتمالات ".حيث يرى أن العالم المتناهي في عالم الميكرو فيزياء خاضع لمبدأ الإمكان و الحرية والاختيار وهذا نفس الشيء لبعض ظواهر العالم الأكبر الماكرو فيزياء، وهنا يقول هيزنبرغ " كلما تم التدقيق في موقع الجسيم كلما غيرت هذه الدقة كمية حركته، و بالنتيجة سرعته، وكلما تم التدقيق في قياس كمية حركته كلما التبس موقعه لذلك تصعب معرفة موقعه و سرعته في زمن لاحق ". حيث وضح أن قياس الإلكترون في الذرة أمر صعب للغاية واكتفى بحساب احتمالات الخطأ المرتكب في التوقع أو ما يسمى بعلائق الارتياب، يقول هيزنبرغ" يمكن إبراز الخلاف بين الفيزياء المعاصرة والفيزياء الكلاسيكية من خلال علاقات الارتياب ". كما أكد هذا إديجنتونبقوله " إن الإيمان بوجود علاقات دقيقة صارمة في الطبيعة الذي اعتمد عليه العلم عصورا طويلة ليس إلا نتيجة للطابع المعرفي الساذج ". هذه الحقائق غيرت المفاهيم، حيث أصبح العلماء الفيزيائيون يتكلمون بلغة الاحتمال ومنه أصبحت الحتمية فرضية علمية ولم تعد مبدأ علمي مطلق لتفسير جميع الظواهر الطبيعية.

لكن رغم النتائج والبحوث العلمية فإن مبدأ اللاحتمية يخضع إلى أدوات المستعملة في الملاحظة و القياس ومدى تطورها و بالتالي لا يمكن إنكار مبدأ الحتمية بشكل مطلق لأن لكل ظاهرة تخضع لشروط محددة مما يجعل إمكانية التنبؤ بها أمرا واردا.

التركيب: من خلال هذين الرأيين المتناقضين يمكننا الوصول إلى رأي ثالث وهو مبدأ أصحاب الرأي المعتدل وهو الجمع بين المبدأين الحتمية واللاحتمية، حيث الاعتقاد بأن مبدأ الحتمية نسبي و يبقى قاعدة أساسية للعلم، فقد طبق الاحتمال في العلوم الطبيعية والبيولوجية حيث يقول لانجفان " إن نظريات الذرة في الفيزياء الحديثة لا تهدم مبدأ الحتمية وإنما تهدم فكرة القوانين الصارمة، أي تهدم المذهب التقليدي " .

حل المشكلة: ختاما يمكننا القول أن لكل علم قواعده فمبدأ الحتمية المطلق يقودنا إلى الصرامة وغلق باب الشك والتأويل ومبدأ اللاحتمية بواسطته تجنب الثقة المفرطة في بعض الظواهر و إدخالها في مجالها.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (634ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
مقالة الحتمية و اللاحتمية 2022

هل الطبيعة تخضع لمبدأ الحتمية خضوعا كليا

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...