0 تصويتات
في تصنيف تعليم بواسطة (634ألف نقاط)

شرح قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل 

   

 شرح قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل

الدرس 8

 شرح قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل بأسلوب بلاغي جميل 

 سنقوم بشرح بعض أبيات القصيدة حتى يتمكن للقارئ من فهمها وذلك في إطار موضوع شرح قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل. في موقع باك نت وهي كالتالي 

حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ * * وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ

قصد عنترة بن شداد بالعذل هم بني حريقة الذين لاموا على بني عبس وكانت هذه الأبيات تبث الشجاعة في نفوس بني عبس حتى لا يذلهم بنو حريقة، ويقدم عنترة بن شداد نصيحة في الشطر الثاني وهي ألا يجلس الإنسان بمكان يذله وإن كان ذلك فليرحل.

وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِم * * وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي

وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ * * خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ

يكمل عنترة بن شداد نصيحته فيقول إذا ظالمك أحد فكن ظالمًا له كما ظلمك، وإذا جهلك أحد في الحرب فلا تنتبه له، وفي يوم الحرب يفر الجبان وقبل فراره يضع لنفسه خطة حتى يظهر بدور الناصح خوفًا على نفسه وليس خوفًا على عنترة بن شداد.

فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِه * * وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ

يوجه عنترة بن شداد نصيحة للأبطال في الحرب أن عليهم ألا يسمعوا لكلام ذلك الجبان وعليهم أن يكونوا في الصفوف الأولى يدافعون عن أرضهم، وتسيطر عليهم الشجاعة أمام الأعداء.

وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ * * أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ

يوضح الشاعر أن التاريخ لا يرحم أحد، فإما أن يصنع الإنسان اسمًا له في عصره فيذكره الناس دائمًا بعد مماته أو أن يموت تحت السيوف في الحروب ويكون بذلك مات كريمًا شريفًا.

فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِن آفاتِهِ * * حِصنٌ وَلَو شَيَّدتَهُ بِالجَندَلِ

يؤكد الشاعر عنترة بن شداد على حتمية الموت وأن كل إنسان وإن كان محصنًا وله جيوش تحميه سوف يموت لا محالة وأبدع الشاعر في توظيف الألفاظ في البيت.

مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ * * مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ

يقول عنترة بن شداد أن يموت الإنسان عزيزًا لهو أعظم شرفًا ومنزلة من أن يموت مأسورًا بإحدى الجميلات فالأسر مهما اختلفت حالته فله طعم واحد وهو الذل.

إِن كُنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي * * فَوقَ الثُرَيّا وَالسِماكِ الأَعزَلِ

في شرح قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل يقول عنترة بن شداد وإن كنت أنا الأسير فلي الفخر لأنني عنترة بن شداد العبسي صاحب الصيت والشهرة، فأنا أقوى فرسان بني عبس، فعلو همتي قد بلغت عنان السماء.

 أَو أَنكَرَت فُرسانُ عَبسٍ نِسبَتي * * فَسِنانُ رُمحي وَالحُسامُ يُقِرُّ لي

يذم الشاعر الأشخاص الذين يقللون من شأنه ويحتقرهم فيقول دائمًا ينكروه لكونه بن أمة، ولكنهم يخافون منه ومن قوته، ويحتاجونه وقت الحروب، وكان عنترة يقول مبرهنًا على ذلك يدعونني في السلم يا ابن زبيبة وعند صدام الخيل يا ابن الأطايب.

وَبِذابِلي وَمُهَنَّدي نِلتُ العُل * * لا بِالقَرابَةِ وَالعَديدِ الأَجزَلِ

يبين عنترة بن شداد أن فخره بنفسه وقوته التي عرفها عنه الناس بسبب شجاعته ورمحه وسيفه في المعركة فنال بهما قدره أمام الأعداء والأصدقاء ولم يكن لقبيلته فضل عليه في ذلك.

وَرَمَيتُ مُهري في العَجاجِ فَخاضَهُ * * وَالنارُ تَقدَحُ مِن شِفارِ الأَنصُلِ

يبدأ الشاعر عنترة بن شداد بوصف قوة حصانه فيقول إنه وجه حصانه إلى أرض المعركة فانتصر فيها لأن الحصان تمامًا مثل فارسه يستمد منه الشجاعة والقوة فهما مترابطان مع بعضهم.

خاضَ العَجاجَ مُحَجَّلاً حَتّى مُحَجَّلاً حَتّى إِذ * * شَهِدَ الوَقيعَةَ عادَ غَيرَ مُحَجَّلِ

يصف عنترة بن شداد حال فرسه حينما أصيب في قدمه أثناء المعركة، فيقول إن فرسي قد أصيب في قدمه وعندما شاهد القتال يشتد همهم وصهل ووقف مجددًا خوفًا من أن يغضب عليه سيده.

وَلَقَد نَكَبتُ بَني حُريقَةَ نَكبَةً * * لَمّا طَعَنتُ صَميمَ قَلبِ الأَخيَلِ

وَقَتَلتُ فارِسَهُم رَبيعَةَ عَنوَةً * * وَالهَيذُبانَ وَجابِرَ بنَ مُهَلهَلِ

في شرح قصيدة حكم سيوفك في رقاب العذل، يعد هذا هو بيت القصيد لأنه يتحدث عن بني حريقة التي كانت تقاتل بني عبس، فيقول عنترة إن بداية هزيمتهم كانت بطعن كبير القبيلة في جوف قلبه، ثم يذكر عنترة قتله لأشجع فرسان بني حريقة وهم اِبنَي ربيعة، وَالحَـريشَ وَمالِكـاً وَالزِبرِقـانُ وجابر بن مهلهل

وَأَنا اِبنُ سَوداءِ الجَبينِ كَأَنَّه * * ضَبُعٌ تَرَعرَعَ في رُسومِ المَنزِلِ

يفخر عنترة بن شداد بأصله وبأمه ولا يخجل من ذلك فيصف أمه بالضبع الذي اتصل بالمكان وأصبح أليفًا على قومه وهو تعبير عن عظم أم عنترة بن شداد.

الساقُ مِنها مِثلُ ساقِ نَعامَةٍ * * وَالشَعرُ مِنها مِثلُ حَبِّ الفُلفُلِ

وَالثَغرُ مِن تَحتِ اللِثامِ كَأَنَّهُ * * بَرقٌ تَلَألَأَ في الظَلامِ المُسدَلِ

يكمل عنترة بن شداد في وصف أمه فيقول إنها مثل النعامة في رقتها وشعرها مجعد وجميل، ثم يقول إن تبسمها يتلألأ في الكون مثل خيوط البرق التي سطرت في الظلام فجعلته ضياء وهذا هو حال المرأة السوداء ذات الأسنان البيضاء، قد وظف عنترة الألفاظ بصياغة رائعة.

 نازِلينَ عَلى الحِمى وَدِيارِهِ * * هَلّا رَأَيتُم في الدِيارِ تَقَلقُلي

قَد طالَ عِزَّكُم وَذُلّي في الهَوى * * وَمِنَ العَجائِبِ عِزَّكُم وَتَذَلَّلي

لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ * * بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ

ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ * * وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ

استنكار من الشاعر عنترة بن شداد فهو يخاطب الزائرين ويخبرهم هل رأيتم فاجعتي، ويفخر بنفسه فيقول ما كان ذلي إلا في الهوى ولكن من العجائب أن تكونوا معززين وأنا أذل، ويقول إنه لا يرضى بالذل والهوان فإن كانت حياته في جهنم معززًا فيها فيرضى بها غير أن يكون ذليلًا في الدنيا، وهنا بالغ عنترة في تشبيهاته التي يراها البعض خروجًا عن إطار الدين.

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل سبتمبر 7، 2023 في تصنيف تعليم بواسطة bacnit (634ألف نقاط)
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...